وِرْدُ نَاسِكٍ 

الأستاذ ناجي وهب الفرج


وِرْدُ نَاسِكٍ 


 إلَى الحاجِ جَعْفَرٍ بن مُحَمَد آل نَمْر 
( أبي مُحَمَدٍ ) - رَحِمَهُ اللهُ - 

هَكَذَا
 هِيَ نِكَايَةُ الْمَنُوْنِ 
تَمَخَّضَّتْ بِجَسْرٍ
 عَنْ رَكْزِ هَامَةِ صَفَدٍ
 وَ رَاوَحَ بِبُعْدٍ زَلَفَا

لَقُحَتْ 
مَا رَكَّزَتْهُ نَفْسُهُ التَّوَاقَةُ
 لِعَمَلِ الْمَعْرُوْفِ
 وَزَفَّتْ لَهُ بِأُنْسٍ بَعْدَهَا 
رَيَاحِينُ الْجِنَانِ عَبَقَا

صَبَغَ
عَلَيْهِ إِمَامَهُ جَعْفَرٌ 
مِنْ أسْمِهِ صَبْغَةً وَتَقَّمَصَ
وَنَالَ مِنْهُ مَدَائِحَ
وَسَمَا بِهَا مِنْهُ بِعُلُوٍ أَلَقَا

قَدْ 
كَانَ لَهُ مِنْ طُهْرِ مَقَامٍ 
اكْتَنَفَهُ بِحُنُوٍ 
شَعَّ جَبِيْنُهُ الدَّافِئُ 
بِنُوْرٍ حَتَّى غَدَا شَفَقَا

لَهُ 
مِيْزَانُ صِدْقٍ 
طَرَقَ بِهِ صُرُوْحَ عِبَادَتِهِ 
حَتَّى عُدَّتْ عِنْدَ عَارِفِيْهِ
 عَلَامَةً فَرَقَا

بَكَتْ 
عَلَيْهِ صَلَاةُ الْفَجْرِ 
وَأبَّنَتْهُ
 سَجَّادَتُهُ الطَّاهِرَةُ
وَحَنَّتْ لَهُ خَفَقَا

رَكَزَ لَهُ 
فِيْ كُلِّ بِيُوْتِ اللهِ مَنَارَةً 
حَتَّى غَدَا بَيَانًا  
يَنْثِرُ  بِعِلْمٍ  
وَعَلَا عَنْدَ الإلهِ مُرْتَفَقَا 

طَهُرَتْ
 نَفْسُ جَعْفَرٍ 
وَصَبَّتْ تَتَلَمَّسُ رِضًا 
وَعَبَّدَتْ لَهَا مِنْ فَوَاتِحَ
لِلْمَعْرُوْفِ طُرُقَا

لَمْ يُثْنِهِ
مَرَضٌ ألَمَّ بِهِ 
وَاسْتَطَالَ بِوِسْعٍ
فِيْ أَنْ يَكُوَنَ عَبْدًا 
شَكُوْرًا شَفَقَا

سَيَضُمُّهُ 
عَلِيٌ لَا مُحَالَةَ فِيْ كَنَفِهِ 
وَيَغْدِقُ عَلَيْهِ أمِيْرُ النَحْلِ
 مِنْ فَيْضِ هَدْرِ
حُنُوِّهِ دَفَقَا
وِرْدُ نَاسِكٍ 
آراء ومقالات